خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عبد الله التل تكريم مستحق

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل

لا يجوز أن يمر خبر نيل بطل القدس عبدالله التل وسام مئوية الدولة الأردنية مرور الكرام، ذلك أن تكريم عبدالله التل هو تكريم للوطنية الأردنية بأجمل صورها، وأوضح معانيها وأصفى تجلياتها، التي جسدتها سيرة ومسيرة القائد البطل عبدالله التل، الذي مثل ضمير هذه الوطنية السمح النقي في أبعاده القومية والدينية، وهو ضمير رفض وما زال يرفض الاحتلال بكل أشكاله وألوانه، لأي جزء من تراب الأمة، وعمل على تحريره بكل الوسائل والأدوات. لذلك فإن منح عبدالله التل وسام مئوية الدولة هو تكريم مستحق وهو ايضا مناسبة لإعادة قراءة تاريخنا الوطني، من خلال قراءة سيرة أحد أهم أبطاله ورموزه كما كان عبدالله التل وما زال.

أول ما يطالعك عند قراءة سيرة عبدالله التل، أن الأردنيين هم أول من صنع الانتصارات العسكرية على المشروع الصهيوني في كل مراحله، وكلما تركت الوطنية الأردنية تأخذ مداها وتمارس قرارها، حدث ذلك على يد عبدالله التل في حرب عام 1948 عندما سجلت الكتيبة السادسة من كتائب الجيش الاردني، وهي الكتيبة التي كان يقودها عبدالله التل ليسجل أكبر الانتصارات على المشروع الصهيوني عندما منعته من احتلال القدس وحمت مقدساتها الإسلامية والمسيحية، بل لعل معركة القدس بقيادة عبدالله التل وقبلها تأديب التل لمستعمري كفار عصيون، كبرى المستعمرات الصهيونية في فلسطين، هي المعركة الوحيدة التي سجل بها العرب انتصارات حاسمة على العصابات الصهيونية، بل أن معركة القدس بقيادة عبد الله التل هي المعركة الوحيدة التي فرض فيها العرب شروط استسلام مذلة على الإسرائيليين، عندما أجبرهم التل على الانسحاب الذليل من القدس تاركين وراءهم (340) أسير حرب من المقاتلين، وقبورا جماعية فيها (300) قتيل من أفراد عصابة الهاجانا، وهي نفسها الوطنية الأردنية التي كسرت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، عندما أوقفت مسلسل انتصارات الجيش الإسرائيلي وأنهت نشوته بما حققه في حزيران (1967) عندما مرغت هذه الوطنية مجسدة بالجيش الاردني أنف الجيش الإسرائيلي بتراب الهزيمة في معركة الكرامة عام (1968), أي بعد أقل من عام على كارثة حزيران، وكأن قدر الأردنيين أن يشعلوا لأمتهم قناديل النصر في ليل الهزائم.

ومثلما حارب عبدالله التل المشروع الصهيوني بالرصاص، حاربه أيضا في ميدان الفكر عندما تصدى لتفنيد الأكاذيب الصهيونية وبيان خطرها على الإنسانية من خلال مؤلفاته عن هذا الخطر، وهي المؤلفات التي صارت مرجعا للباحثين عن الحقيقة، خاصة كتابه (خطر اليهودية على الإسلام والمسيحية) الذي وزع خلال الأسبوع الأول من صدوره 24 الف نسخة، ولا تقل كتبه الأخرى ومنها (الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام) و(جذور البلاء) أهمية، فقد شكلت كتب عبدالله التل مكتبة متكاملة لا غنى عنها للدارس للخطر الصهيوني.

لقد جمع القائد عبدالله التل ومثله ابن عمه الشهيد وصفي التل بين الجهادين جهاد السيف وجهاد القلم في سبيل فلسطين وسائر قضايا الأمة، فكلاهما قاتل المشروع الصهيوني قتالا عسكريا على أرض فلسطين، وكلاهما قاتله بالقلم عبر ما كتباه عن خطره، وكلاهما آمنا بأن الأردن يدخل في قلب أطماع هذا المشروع الاستيطاني التوسعي، فسعيا إلى تحصين وطنهما، وعملا من أجل تحويله إلى قلعة حصينة، وإلى قاعدة متقدمة لمعركة التحرر والتحرير العربي. فكانا من الخالدين في ضمير شعبهما واستحقا تكريم قيادة وطنهما.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF